الأحد، 26 أبريل 2015

مصلحته وين

مصلحتك وين

April 8, 2015  
شاذلي الزين
صديقى ذلك الذي كان ثائراً، ومناضلا ً،وناشطا ً في الحقوق المدنية , وكان يساري الهوى والهوية وكنا نطلق عليه (الحنين)  فهو صاحب دمعة قريبة لايحتمل مناظر البـؤس تلك المستشرية في بـــــــلاد النيلين بالرغم من أنه كان أكثر منهم  بؤساً إلا إنه كان يذّوب همومه في بركة  من هموم الآخرين.
بالصدفة قابلته بعد غيبة ،وتفاجأت بتغير حاله من حال الى حــــــال، وبدت عليه تجليات الرأسمالية ،وبعد جلسة فخمة في أحد الفنادق تجنبت فيها الحديـث عن مصادر رزقه الوفير .تفاجأت بتغير نظرته للحياة ،وطلاقه للإشتراكية ، بل كـان يرفض العودة بقطار الذكريات لتلك الحقبة ،وخبرني بصريح العبارة أنه يفضل حـياة الترف التي يعيشها الآن ,وختمت الجلسة بسؤال خبيث (هل مازلت تسمع لمصطــــفى سيد أحمد ..وعمي عبد الرحيم) فأجاب بصراحة يحسد عليها …ده فنان البؤســـــــاء.
وفي فترة عملي القصيرة بإحدى السفارات السودانية بالخارج تصادف وجودي مـــع مستشار إعلامي فخيم إعتلى المنصب بعد أن خلع عباءته الحمراء، وفضل الإسترخاء تحت ظـــــل (الشجرة) بعد سنوات من العناء والبهدلة في بلاد الخواجات . وكنت أقوم بكتابة عموده اليومي وأرسله الى أحد الصحف الراتبة في الخرطوم نسبة لأنه كــــان لايجيــــد الطــــــباعة عبر الحاسوب . وذات جلسه ،وأنا أقوم بطباعة مقالا له تطرق المقال لفقرة فيها تمجيد عظيم للنظام الحاكم وعندما رمقته بنظرة أردف قائلا ” أكتب أكتب ديل ………ساي” .
وللصدفة تصادف وجودي مع مستشار آخر  وهو صحفي مرموق ،ومــر بنفـــــــس ظروف صاحبنا أعلاه ، وهذا قصته عجيبة ،فقد كان إسلاميا ،في جدران السفــــــــارة ،سفيها ,سكيرا في خارجها، وقد حدث ذات فضيحة، أن تم إرجاعه من المطار الشهير بعد أن وصل مرحلة السقوط على أرضية المطار من أثر أم الكبائر.
المصلحة على حساب المبادئ هي عنوان المرحلة والكل بلا إستثناء يعمل من أجل إعلاء شأنه ويستخدمون الأحزاب والشعارات الرنانة من أجل تحقيق مآرب شخصية.
المواطن الذي” نفض ” يده من الأحزاب أكثر وعيا وإدراكا بالذين يريدون المرور عبره الى مجد شخصي . والهجرات الجماعية  والفردية من الأحزاب الكبيرة وأحزاب الفكة للمؤتمر الوطــــــني تبرهن أن الأحزاب هي تجمع (لمصلحجية ) يجتمعون ويتفرقون من أجل مكاسب شخصــــــــــية ولاوجود للمواطن البسيط في أولوياتهم.
وحتى ينصلح حال “تجمعات المصالح” وتصبح أحزاب حقيقية تسعى لخدمة المواطن أطـــــــالب أهالينا بالأبتعاد عن الأحزاب المهترئة الممزقة ،وتهميشها لأنها لادور لها وهي عبـــــــــارة عن كيانات(لاتهش ولاتنش) . وكل فرد فيها من رئيسها الى حارس دارها ينتظر الفرصة حتى يحقق مكسب شخصي .