كانت لنا لغة تسمى العربية
بقلم شاذلي عبد الرازق الزين
وكالات خارجية
صحيفة الراية
شــعــرت بـالـحـنـق، ووقــفــت فــي الـحـلـق غصة عندما استوقفني رجل كبير في السن طالبا مني مـلء استمارة خاصة بإحدى الشركات الــخــدمــيــة الــعــامــة مـــن أجــــل الــحــصــول عـلـى بـطـاقـة قـائـلا لـي "أنـــا أجـهـل الانـجـلـيـزيـة ولا توجد استمارة بالعربي". فشعرت بالحزن الـشـديـد عـلـى أم الـلـغـات، وشــعــرت بـالـغـربـة التي يعيش فيها هذا الرجل،وتذكرت البحث الـرهـيـب لــلأســتــاذة تـحـيـة عـبـدالـعـزيـز الـتـي أثـبـتـت أن الـلـغـة الـعـربـيـة هــي أصــل الـلـغـات ومـنـهـا تـفـرعـت الــلــغــات الأخــرى،وأصــابــنــي الحزن على الحالة التي وصلت إليها لغتنا فـي منابعها الـعـربـيـة دعــك مـن غـيـر ذلــك. أن اللغة الانجليزية وأن أصبحت لغة التخاطب الـــعـــالمـــي وجـــــــواز مــــــرور لــلــتــواصــل فـــي ظـل العولمة ولغة للعلوم الحديثة فهذا لا يعني بالضرورة أن نركن لغتنا في الفناء الخلفي ونـــــزرع فــي أبـنـائـنـا حــب الــلــغــات الأجـنـبـيـة بدعوى التحضر والرقي. وإذا كنا نتخذ من الغرب قدوة في كل المجالات فلماذا نجاريهم في تعصبهم الشديد للغاتهم فمثلا فرنسا لا تــمــنــع الإنــجــلــيــزيــة،ولــكــن تــفــرض الـلـغـة الفرنسية بـجـوار الإنجليزية، وتـحـدد حجم الـخـط باللغة الفرنسية وحـجـم خـط اللغات الأجــنــبــيــة فـــي الــلافــتــات الــتــجــاريــة،وكــذلــك ألمــانــيــا والـــصـــين والــــــــدول الأخـــــــرى حـفـاظـا مـنـهـا عـلـى تـراثـهـا وثـقـافـتـهـا لأن الـلـغـة هي المـكـون الأسـاسـي لثقافات الـشـعـوب وقلبها الـــنـــابـــض فـــــــإذا ضــعــفــت وشــــاخــــت ضـعـفـت الــشــعــوب وشـــاخـــت. يــجــب فــــرض الـتـعـامـل باللغة العربية بجوار الإنجليزية في جميع التعاملات ولتُسن القوانين لمعاقبة كل شركة ذات تــعــامــل مــبــاشــر مـــع الــجــمــهــور تـكـتـفـي بالإنجليزية وتهمش اللغة العربية.ويجب مراقبة اللافتات التجارية التي تحمل أخطاء شـنـيـعـة ومــضــحــكــة تــعــكــس روح الإهـــمـــال والاســتــهــانــة بـلـغـة أصــابــهــا إهـــمـــال أهـلـهـا فتلاعب بها الأعاجم.وقد كان في القديم يقال " اسم أعجمي فتلاعب به" فأصبحت المقولة اليوم " عربي فتلاعب به" أن اللغة التي أنزل بها القرآن الكريم،يجب أن تبقى واللغة التي أطـربـنـا بـهـا المـتـنـبـئ يـجـب أن تـبـقـى فبالله عليكم أي لغة فـي الدنيا تستطيع أن تشبه الأســد بالطبيب بـهـذه الـروعـة والـجـمـال في قـول المتنبئ: - يـطُـأ الـثـرى مترفقا مـن تيهه فكأنه آسٌ يجس عليلا وتذكرت رائعة حافظ إبـراهـيـم بلسان اللغة العربية وهـي تفتخر بنفسها:- أنـا البحر فـي أحشائه الــدر كامن فهل سـألـوا الـغـواص عـن صدفاتي ولنتذكر الـتـقـريـر المــشــؤوم لمـنـظـمـة الـيـونـسـكـو الــذي حـــــذرت فــيــه مـــن أن الــلــغــة الــعــربــيــة مــهــددة بالانقراض،وليتحرك كـل مـن فـي قلبه شيء من عشق للغة الضاد وكل حادب على التراث الــعــربــي الـكـبـيـر والـــثـــري مــن ضــيــاع تـرونـه بعيدا وأراه قريبا وحتى لا يأتي زمان نحدث فيه أبناءنا " كانت لنا في قديم الـزمـان لغة تسمى اللغة العربية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق