الثلاثاء، 1 يناير 2013

وداعا أوروبا مرحبا آسيا

بقلم/ شاذلي عبد الرازق الزين
:ذكر روجيه جارودي في كتابه (كيف نصنع المستقبل) الصادر عام 1998 وقامت بترجمته منى طلبة في عام 1999 "يسعى باحثو الجيوبولتيك -وهو علم دراسة أثر الجغرافيا على السياسة- في المخابرات الأمريكية أن يخفوا واقع نهاية الألفية واحتضار الامبراطورية الأخيرة ". بالرغم من أن جارودي تنبأ بل اكتشف نهاية الامبراطورية الأمريكية الأوروبية إلا أنه لم يحدد بشكل واضح لمن ستكون الزعامة الكونية لأن انهيار الإمبراطوريات لا بد أن يعقبه صعود قوى أخرى تحل محلها في السيادة.
المتغيرات التي تجتاح العالم تشير بصورة أو أخرى إلى اتجاه قارة آسيا للزعامة الكونية. فالأزمة التي تشهدها الولايات المتحدة المعروفة بأزمة الرهن العقاري وأزمة الديون السيادية في اليونان ودول أوروبا تشير إلى تدهور تدريجي في مفاصل الاقتصاد للدول المعنية. فبالرغم من تصدر اليونان الأخبار إلا أن الحقيقة هي أن بريطانيا وإيطاليا ومعظم الدول الأوروبية تعاني وبشدة من جفافٍ ضرب خزائنها العامة وأزمات دخلت بها في نفق الديون الخارجية وأصبحت أوروبا (كالسيدة العجوز) التي تغطي بالمساحيق وجهها لتخفي أثر الزمن.
إن أزمة الرهن العقاري والديون السيادية هزة ابتدائية لترنح قد يدوم طويلا ولكن لا بد وأن يأتي الزلزال الكبير الذي ستتهاوى على إثره الإمبراطورية الأخيرة كما كشف جارودي.
وفى الجانب الآخر تشهد الصين، وكوريا، ودول الخليج واليابان التي ستتعافى من أثر الزلزال المدمر نموا رهيبا في اقتصاداتها فها هي الصين تثقل الخزينة الأمريكية بالديون وتمد يدها لليورو المترنح.
تلعب الصين واليابان الدور الرئيسي في كسر التفوق الأمريكي الأوروبي اقتصاديا بمشاركة قطرية خليجية في تحالف حميد بين التكنولوجيا والصناعة والبترول والقوة البشرية الكبيرة التي بدأنا نشهد هجرتها العكسية من أوروبا إلى آسيا. وحتى في السياسة العالمية لم تعد أمريكا وأوروبا تحتكر الحراك السياسي في العالم.
قد يبدو التحليل أعلاه رومانسيا وفيه الكثير من المبالغة ولكن بلغة الأرقام والمعطيات نحن أمام قوى جديدة تتشكل لترث قيادة العالم.

هناك تعليق واحد: