الجمعة، 25 يناير 2013

التعليم التقني وحاجة السوق






صحيفة الشرق
بقلم  شاذلي عبد الرازق الزين   

              
                                 التعليم التقني وحاجة السوق
لايزال التعليم التقني فى دولنا العربية يعاني من النظرة الدونية فى نظر الآباء وأولياء الامور . وهي نظرة سطحية تكونت نتاجا لثوابت ،وعقل جمعي يؤمن بالدراسة الأكاديمية دون سواها ،كما أن البعض منا ترسخ فى ذهنيته أن الدراسة التقنية هي للذين فشلوا فى الإستمرار فى المدراس الأكاديمية وأصبحت الدراسة التقنية مثل دور الترضية فى مسابقات كرة القدم حيث يهبط المهزوم الى منافسة أقل جبر خاطر وترضية له.
     والحقيقة أن  التعليم التقني يسير موازيا للتعليم الأكاديمي بل يتفوق  عليه، لأنه يحمل في مناهجه الدراسة الأكاديمية بجانب التقنية مما يشكل أضافة للطالب وفائدة كون المنهج التقني يعتمد على الجانب التطبيقي العملي الذي أصبح من تقنيات العلم الحديث.وذلك ماتفتقده المدارس الاكاديمية .
   ويتميز التعليم التقني بتلبية حاجة السوق من الخبرات والأيدي المدربة الماهرة وخاصة في الأسواق والأقتصاديات الناشئة كما يتميز بتلبية متطلبات سوق العمل، وقطر في حوجة كبيرة لخريجي التعليم التقني بنفس حوجتها لخريجي كليات الطب. وذلك لأن أقتصادها فى طور النمو والتطور ويحتاج للخبرات فى مجال الصناعة والبترول وغيره.
الكثير من الدول تولي التعليم التقني إهتمام يساوي بل يتفوق أحيانا على التعليم الأكاديمي . فدولة مثل الفلبين تعتمد بصورة كبيرة على تقنييها وفنييها الذين أنتشروا حتى وصلوا  أوروبا وامريكا  في دعم أقتصادها ودخلها السنوي وأصبح لديهم سمعة  عالمية جيدة.
وبعكس مايتصور الكثيرون، يمكن لطلاب المدارس التقنية الأستمرار فى دراستهم الجامعية ، فيصبح الطالب خريج جامعي بالأضافة للمهارة المكتسبة من التعليم التقني مما يشكل تميزا له من  بين أقرانه فى المدارس الاكاديمية ، وبذلك يكون الاوفر حظا فى سوق العمل الذي يحتاج للكوادر القطرية وبالأخص فى مجالات البترول والصناعة الوطنية .
أن تغيير النظرة الدونية للتعليم التقني مسؤولية جماعية بين المجتمع ووسائل الاعلام وهو أمر يحتاج الى بذل جهود مضنية عبر السمنارات وورش العمل والمؤتمرات من اجل الوصول الى فهم يليق بالتعليم التقني الذي هو فى بعض تعريفاته –التعليم حسب حوجة السوق- .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق