الثلاثاء، 1 يناير 2013

قناة الجزيرة قوة الحقيقة ونسبية المسؤولية



قناة الجزيرة قوة الحقيقة ونسبية المسؤولية
الراية القطرية
بقلم شاذلي عبد الرازق الزين


يصف المختصيين كل وسيلة اعلامية حرة وتُمَلك مشاهديها المعلومات  الحقيقية من دون خوف- بالمهنية- والحرفية العلمية -والتزام المعايير الدولية - و الجزيرة استحقت تلك الصفات السابقة  نتاجا لجرأتها وشجاعتها فى طرح الأخبار وكشف المستور وإرضاء فضول المشاهد العربي المتعطش للحقيقة من دون خوف أو خشية من ردود الأفعال الأمر الذي كثيرا مايعود عليها باعتداءات لفظية كانت أو على ممتلكاتها كما حدث مؤخرا فى لبنان.وفي قضية الوثائق الفلسطينية والثورة التونسية .
         الثابت فى الأعلام أن الخبر مقدس  والرأي حر، ونشر الخبر كما هو ومراعاة قدسيته وترك الآراء للآخرين كل حسب ميوله هو أمر مهني يحسب للجزيرة لاعليها. وفي ظل وجود خبراء فى القناة لم يكن صعبا عليهم التنبوء بردود الأفعال التي ستحدثها الوثائق ومدى قوة تأثيرها على الواقع الفلسطيني ، فهو أمر معلوم ، ولكن لايمنع من النشر بأعتبار أن الوثائق "حقيقة" لايجب ان تُخشى فيها لومة لائم ،مستعيرة بذلك شئ من خلق أبن الخطاب "رضي الله "عنه الذي كان لايخشى فى الحق ،وكانت ردود الافعال لاتعني له شيئا طالما كان على حق ، وبرز ذلك جليا فى قصة أسلامه حيث برز للمشركين "بخبر حصري" وعاجل عن دخوله الأسلام وكان يعلم أن ذلك أمر قد يجلب إليه "ردود أفعال" عنيفة  ولكنه رضي الله عنه كان يهمه "نشر" الخبر بأعتباره حقيقة تهون دونها المصاعب، والرغبة فى الحقيقة وحبها  لا يكفي من دون أن تقترن معها شجاعة ورباطة جأش لتكتمل أركانها.
لم تكتفي الجزيرة بنشر الوثائق الفلسطينية على قنواتها فقط بل ردت على المتشككين بأبراز النصوص الكاملة للوثائق على موقع خاص لدحض من اتهموها باخراج النصوص عن صياغها وهو أمر احترافي فيه رد عملي "بيان بالعمل" وتثبيت للمصداقية وقواعد المهنية. والوثائق كانت ستجد طريقها لقناة أخرى طالما انها تسربت وكانت ستنشر فى كل الاحوال .
والذين يطالبون الجزيرة بالمسؤولية لم يحددوا مسؤولية تجاه من ، السلطة الفلسطينية أم الشعب الفلسطيني فإن كان الشعب هو المعني فنحن نتساءل أليس من المسؤوية أظهار حقيقة خيانة اللاجئي الفلسطيني ونية السلطة فى التراجع عن حقه في العودة ؟ كما برز فى أحدى الوثائق أم أن اللاجئ ليس من الشعب الفلسطيني ، وهل كشف تنسيق السلطة مع الاحتلال لتصفية المقاومة لايندرج تحت بند المسوؤلية ؟.أم ان المقاومين هم مرتزقة لاينتمون للشعب الفلسطيني.
سيظل الصراع بين نظرية المسؤولية وقداسة الخبر قائما ومحتدما تتغلب المسؤولية على قداسة الخبر ومراعاة  المصالح العليا وتتغلب قداسة الخبر على المسؤولية في صراع جدلي لن ينتهي في الوقت القريب لأن المسؤولية فى حد ذاتها أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ومن مؤسسة لأخرى وستظل الدعوات بإلباس الخبر ثوب يستر عوراته مراعاة للبعض تحت بند المسوؤلية قائمة. ولكن تبقى لكل مؤسسة إعلامية سياسات تنفذها من دون إكتراث لهتافات التخوين والعمالة  والأجندة الخفية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق